28 فبراير 2009

موجز عن كتابي : الإرهاب الدولي ..أصوله الفكرية وكيفية مواجهته



موجز في :
" الإرهاب الدولي ...أصوله الفكرية وكيفية مواجهته "


إن أهمية الفلسفة للمجتمع العالمي اليوم ؛ لا تقل قيمة عن أهميتها الفردية والاجتماعية ، فلم يصبح رجال الحكم والساسة وحدهم مهتمين بما يجري على الساحة من أحداث ، إنما يشاركهم في ذلك كافة رجال الفكر على العموم؛ والفلاسفة على وجه الخصوص ، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للخوض في غمار العمل السياسي . فالفيلسوف مواطن في أحد مجتمعات العالم يتأثر بكل أحداثه؛ ويستطيع أن يؤثر فيها ، باعتبار أن الفيلسوف هو ضمير العصر . لذلك ينبغي أن يكون تاريخ الفلسفة عالمياً ، يجذب إلى دائرته أغرب الأشياء وأبعدها ، ويلمس ذلك كل من يهتم بالدراسات الإنسانية ومجال البحث الإنساني .

ففكرة الفلسفة العالمية فكرة لن تتحقق فى مذاهب تتظاهر بأنها عالمية ، ولا بالرجوعه إلي الرواقية القديمة ، ولا في لغة براجماتية نفعية ، ولكنها تصبح حقيقة بانفتاحها على الكل .

ومن هذا المنطلق أي من فكرة الفلسفة العالمية؛ جاءت فكرة هذه الدراسة .

لقد اشتملت هذه الدراسة على مقدمة ، وستة فصول ، وخاتمة وردت بها أهم النتائج و التوصيات التى توصلت إليها الدراسة ، بالاضافة إلي وثائق تتضمن الاتفاقيات الدولية لمواجهة الإرهاب ، ومواد القانون الجديد لمكافحة الإرهاب ، وملحق اشتمل على قاموس به أهم المصطلحات السياسية والفلسفية والاجتماعية التي وردت بالبحث ، وثبت به أهم المصطلحات الأجنبية ، وثبت بأهم الأعلام ، وقائمة للمراجع العربية والأجنبية .

لقد احتل موضوع الإرهاب ومحاربته في الآونة الأخيرة اهتمام العالم بأسره على الرغم من وجود العمليات الإرهابية في مختلف دول العالم منذ زمن بعيد، إلا أنه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بما يعرف بالحملة ضد الإرهاب، واعتمدوا تعريفاً للإرهاب (الإرهاب الإسلامي)؛ وقاموا باحتلال أفغانستان والعراق وتدميرهما؛ ونسوا أو تناسوا أنهم وعلى الرغم من ادعائهم الديمقراطية فإنهم كانوا يمولون هؤلاء الإرهابيين من وجهة نظرهم، ويحتضنونهم ويمنحونهم حق اللجوء السياسي، وتغاضوا أوأغمضوا أعينهم عن إرهاب الدولة الذي يقوم به الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، بل أنهم كانوا ومازالوا يمارسون أبشع صور الإرهاب ضد الشعبين الأفغاني والعراقي اللذين هبا لمقاومة الاحتلال، بل أنهم يمارسون الإرهاب ضد الجاليات المسلمة داخل دولهم . وهم يضربون بحقوق الإنسان التي ينادون بها عرض الحائط ، ويقومون بتعذيب الأسرى بأشد وأحقر وسائل التعذيب التي عرفها العالم حتى الآن . و أكبر دليل على ذلك ما يجري في سجون العراق وأفغانستان وجوانتاناموا بكوبا ومعتقلات وسجون الكيان الصهيوني . ويقلبون الحقائق ويطلقون على العمليات الفدائية والاستشهادية لمقاومة الاحتلال عمليات إرهابية، في حين ما يقومون به من قتل وهدم وتدمير عمليات مشروعة.

فالإرهاب أصبح حربًا عالمية رابعة بعد الحربين العظميين الأولى والثانية، والحرب الباردة ، فالإرهاب أو الحرب العالمية الرابعة يجتاح بلدان العالم شرقاً وغرباً، لذا أصبح لزاماً على العالم بأسره أن يتعاون على دراسة دوافعه والنظرة الشاملة لجذوره ، بدلاً من تجميد الأنظار نحو الإسلام؛ وإغماضها تجاه القضايا والدوافع التي تقف وراء هذه الحرب .

فهل تناسى المجتمع الدولي المذابح الإسرائيلية والاغتيالات للمدافعين عن الحق ، والقصف الأمريكي للأبرياء في العراق ، والاستغراق في الخلط بين السياسة والدين الإسلامي، بالإضافة إلى موجات الفساد التي تجتاح الآمنين تحت مزاعم الخرائط والإصلاحات والعولمة التي أصابت العالم الإنساني .
فهل آن الآوان لعودة العدالة بين كل بني البشر على السواء، وعودة الحقوق لأصحابها واعتبار كرامة الإنسان فوق كل اعتبار؟؟؟ وعلى هذا ،

فجاء الفصل الأول وهو بعنوان :
" النشأة التاريخية لمصطلح الإرهاب والتمييز بينه وبين مختلف أنماط العنف الأخرى "

لقد تناول هذا الفصل نشأة فكرة الإرهاب منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل ، حيث تعد ظاهرة الإرهاب ظاهرة قديمة قدم العلاقات الإنسانية ، وترتبط بالصراع الأبدي بين الخير والشر ، وبين الحق والباطل ، إذ إنها تكاد تكون من المؤثرات فيه ، فكلما ازداد الصراع بين الخير والشر وبين الحق والباطل ازدادت هذه الظاهرة وانتشرت ؛ لذلك سعى الفلاسفة وعلماء اللاهوت عبر السنين لتفسير عدوانية الآدميين اعتماداً على تفسير الطبيعة البشرية .

تناول الفصل أيضًا العديد من تعريفات الإرهاب سواء في القواميس، والمعاجم ، والموسوعات ، وعند فقهاء الغرب، وفقهاء العرب وغير ذلك ، موضحين نسبية التعريف ، و إن محاولة وضع تعريف جامع ومانع لمفهوم الإرهاب من الأمور الصعبة وشبه المستحيلة تبعا لتعدد الأيديولوجيات في العالم واختلاف نظرات الدول للإرهاب انطلاقاً من توظيف المصطلح لما يخدم مصالحها.

فالتاريخ نادراً ما عرف طرفاً اعترف باستخدامه للإرهاب ، وذلك لأن الإرهاب يثير الاشمئزاز، فالنظام السياسي المستبد يلجأ إلى الإرهاب تحت اسم " الحفاظ على الأمن القومي"، و" حماية الشعب " ، والسلطة الاستعمارية تمارس الإرهاب تحت شعار" حفظ الأمن والنظام "، وفي المقابل فإن القوى المعارضة للنظم المستبدة والرجعية قد تضطر إلى اللجوء للإرهاب باسم التقدم والثورة ، كما تلجأ حركات التحرر الوطني للإرهاب لتحقيق الحرية والاستقلال .

لذلك حاولت الباحثة وضع تعريف جامع شامل لكل العناصر التي اجتمع عليها كل من وضع تعريفًا للإرهاب ، مقترحه تعريف للإرهاب .

والتعريف الذي تقترحه الدراسه للإرهاب هو :
" ضغط متعمد ضد الحكومة أو النظام الاجتماعي القائم ، صمم لتخويف المواطن العادي أو قادة الدول بهدف إحداث تغيرات سواء أكانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية ، وكثيراً ما يكون ضحاياه أبرياء ، كما يهدف إلى إحداث ضجة إعلامية وجذب الأضواء إليهم ".

قامت الباحثة في هذا الفصل أيضًا ، بمحاولة التمييز بين الإرهاب وظواهر أخرى ، مثل التطرف، والعنف، والجريمة ، والعدوان ، والاحتجاج السياسي، والثورة ، وحرب العصابات ، والجهاد ، والمقاومة ، والكفاح من أجل الاستقلال، وحق تقرير المصير، والقصاص، والثـأر، وغيرها، موضحين تعريف لكل منها، وأوجه الاتفاق والاختلاف بين كل منهم وظاهرة الإرهاب ، حتى يتسنى لنا تسمية الأشياء بمسمياتها .

أما الفصل الثاني فجاء بعنوان :
"ما هية الإرهاب "

أي شئ نريد أن نعرفه لابد أن نعرف جوهره أو بمعنى فلسفي ماهيته؛ فالماهية هى أصل الشئ ؛ لذلك لكى يتسنى لنا دراسة الظاهرة دراسة موضوعية؛ لابد علينا من دراسة أسبابها ومختلف أنماطها وتصينفاتها ، بالإضافة إلى الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.

أي أن فهم ظاهرة اجتماعية سياسية أيديولوجية ، وفهمها بشكل كامل ، لا يقتصر فقط على إدراك العناصر والمفاهيم التي يحتوي عليها تعريف الظاهرة ، بل يجب أن يشمل أيضاً ، وبشكل خاص ، إدراك العناصر والمفاهيم والقضايا التي تنتج عنها منطقياً ، وانعكاساتها على الحياة السياسية في المجتمع البشري الذي نعيشه ... فكل فرد له علاقة بظهور وإنتاج الظواهر الاجتماعية ، لذلك هو معني بنتائجها وآثارها .

ونظراً للتباين الكبير بين تعريفات الإرهاب فلا غرابة أن تتباين تصنيفاته إلى حد كبير ، كما أن هذه التصنيفات قد تستند إلى معايير متباينة وفقاً لمجال التخصص العلمي أو الإيديولوجي الذي يتبناه صاحب التصنيف ، وذلك تبعاً للغاية المرجوة منه ، والوسط الذي ينتشر فيه أو الجهة القائمة به أو الطريقة التي ينفذ بها ، حيث يعتمد الإرهابيون صوراً شتى من الإرهاب ، منها ما تكون مادية ، ومنها ما تكون معنوية .
منها الإرهاب : ( الدولي ، المحلي ،الثوري ، التنظيمي ، النووي ، الديني ، الفكري ، الفردي ، الإنتحاري ، النفعي ، الرجعي )

يبقى لنا " الهدف " ، فإن ما يعطي قوة محركة للإرهابي للعمل وتعريض حياته للخطر هو " الهدف " الذي يسعى إليه ، أو ما يسمى " بالقضية " ، وكل ما يدور في ذهن الإرهابي إنما ينحصر في هذه الكلمة " القضية " ، فالسلوك الإنساني ليس سلوكاً عشوائياً بل هو سلوك غائي ، أي يستهدف غاية معينة .

أما الفصل الثالث فجاء بعنوان :
" الإرهاب عبر عصور الفلسفة "
يخطئ من يتصور أن الإرهاب ليس له فكر ولا عقيدة . فقد يكون الفكر منحرفاً والعقيدة فاسدة ، ومع ذلك يعتقدون أنهم أصحاب مبادئ ، ولو كانوا غير ذلك لما عاش الإرهاب كل هذه السنوات . لذلك يجب عدم الاستهانة بهم.

يخبرنا التاريخ بأن الإنسان مطبوع على التفلسف ، وأن الفترات الحضارية التي ازدهر فيها الفكر الفلسفي هى نفسها الفترات التي اختفى فيها الإرهاب والتطرف الفكري ، فالفلسفة والإرهاب ضدان لا يلتقيان .

فالحضارة الإسلامية ازدهرت ، عندما أتاحت للفلسفة أن تحتل مكاناً مرموقاً، ومن ثم كان لها دور عالمي مؤثر ، ولعل من حرق كتاب بن رشد ومصادرة الأفكار وسيادة الفكر الواحد ما ينهض دليلاً على ذلك .

أضف إلى ذلك أوروبا في العصور الوسطى المظلمة ، حيث هيمنت على توجهاتها الفكرية أفكار مطلقة لا سند لها أو برهان من العقل ، حيث تؤيد الواقع على ما هو عليه خدمة لمصالح السلطات الحاكمة على حساب حرية الفكر والاعتقاد والديمقراطية ، ومن ثم ساد الإرهاب الفكري ممثلاً في محاكم التفتيش ، ولعل محاكمة جاليليو ، وحرق برونو وهرب ديكارت إلى هولندا ما يؤكد سطوة الإرهاب الفكري على شرعية التباين في الأفكار.

ولقد كان " لبيغن " فلسفة في الحرب نسجها على منوال مقولة " ديكارت " الشهيرة "أنا أفكر إذن أنا موجود" فقال:" نحن نحارب " ، " فنحن إذن نكون ".
كذلك عصر النهضة ، و مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة " الذي نجده لدى ميكافيللي وهو يعد أكبر نموذجًا للإرهاب النفعي البرجماتي ، أيضًا جان بودان " وتأييده للحكم الملكي المطلق في نظريته عن السيادة " ، نموذجًا لإرهاب السلطة .

كذلك في العصر الحديث يتضح سيطرة الأنانية و الفردية ، ونجد هذا بوضوح لدى "هوبز" ، والاستسلام لطغيان الحكام و استبدادهم نجده فى فكر " سبينوزا " ، أيضًا نجد "مونتسكيو" ينادي بالحكومة الاستبدادية التى يقودها شخص واحد بلاقوانين ، ويسير كل شئ وفق إرادته عن طريق بث الخوف و الرعب فى نفوس الرعية ، كذلك نجد "ماركس" ينادي بتغيير العالم عن طريق إحداث ثورة ، كما نجد "بيرك" وإتهامه المسبق للثورة الفرنسية بالإرهاب والعنف ، ورفضه للتغيير أو الثورة ، لأنه يرى فى الثورة ما يؤدى الى الكثير من الشرور ، وبالتالى فهو من المؤيدين للاستسلام و الرضوخ للأمر الواقع .
و لا ننسى نيتشة ، الذي يرى إن كل كائن يتعذب يبحث غريزيًا عن من عذبه لكي ينتقم منه ، ولو لم يكن يتعذب في الوقت الحالي ، يتفحص ماضيه لكي ينتقم ممن عذبه ، وهذا يجعل الحياة في صراع دائم ومستمر ، ويجعل الدول القوية الأن تبحث عن من عذبها في وقت ضعفها لكي تنتقم منه .

وعلى هذا ترى الدراسة أن عصور الفلسفة كانت مليئة بالفلاسفة الذين بأفكارهم ما يغرس الخوف و الفزع و الرعب فى النفوس ، وهذا هو الإرهاب الفكري بكل ما فى الكلمة من معنى .



أما الفصل الرابع فجاء بعنوان :
" موقف الإسلام من الإرهاب "

فمن مفارقات التاريخ وغرائبه أن يرتبط الإسلام في أذهان الغرب بالعنف والإرهاب.
أن ما تعانيه الأمة الإسلامية اليوم من محاربه لها من قبل أعدائها دينياً ومعنوياً ومادياً ما هو إلا امتداد لمواقف سابقة وصراع دائم بين الخير والشر ، وبين الحق والباطل ، وهذا الصراع ليس وليد الساعة ، إنما جذوره ممتدة منذ بزوغ فجر الإسلام ، حيث تعرض الإسلام والمسلمون إلى حروب دامية عبر التاريخ ، ولكن اشتدت وطأة العداء وبلغت ذروتها في هذا العصر ، وأصبحت تزيف الحقائق ، مما أدى إلى إشعال العداء والكراهية والحقد ضد الإسلام والشعوب الإسلامية والعربية ، وهذا الصراع له هدف واضح يسعى العدو إلى تحقيقه وهو القضاء على الدين الإسلامي كونه منهج حياه ، وحصره في شعارات جوفاء بلا روح يطبقها المسلمون ، الأمر الذي يسهل على هذا العدو السيطرة على مقدرات الشعوب واستغلال خيرات الدول الإسلامية وثرواتها.
فالإرهاب الذي يقصده الإسلام ، إنما هو إرهاب وقاية ودفع للشر؛ لا إرهاب اعتداء وقتل وخيانة وتخريب ، إنما هو استعداد هدفه استتباب الأمن ، وإجراء وقائي لضمان أمن المسلمين ضد أي عدوان خارجي ، و وجود القوة المادية هنا عامل مهم في حفظ التوازن وعدم الاعتداء ؛ فالحرب في الإسلام لها صورتان فقط:
(1) حرب الدفاع عن النفس (سمي بالجهاد)
(2) حرب الإغاثة ( لشعب مسلم ).

وهذا بعيد كل البُعد عن المعنى الذي عليه الإرهاب اليوم من ترويع وقتل وتدمير وعدوان على الآمنين والمسالمين كما هو بالفعل في عالمنا المعاصر .

فالتجني على الإسلام لا يأتي فقط من خصوم الإسلام ، وإنما يأتي أيضًا من بعض الجاهلين من أتباعه الذين يفسرون تعاليمه وفقاً لعقولهم المريضة فيضلون أنفسهم ويضلون غيرهم.
فلقد ابتلي العالم منذ القدم بالعديد من الحركات والمذاهب والأحزاب والتيارات الفكرية والسياسية الهدامة المضللة ، التي تتخذ من الإرهاب وسيلة لبقائها واستمرارها ، ( كالماسونية والشيوعية والبهائية والقادنية والعلمانية وغيرها.... ) حيث يدعون إلي أفكار ظاهرها الرحمة ، وباطنها العذاب كالمساواة والحرية والإخاء والعدالة وحقوق الإنسان والوحدة الإنسانية وتذويب الفوارق الاجتماعية . أي أن تلك الحركات أسهمت في محاربة الإسلام ، وتشويه صورته ، و تنفير العالم منه ، سواء أكانت بقصد أم غير قصد ، ذلك نتيجة لافتقارهم إلي الحكمة السياسية، واتهامهم لكل من يخالفهم في الرأي بالكفر و الإلحاد .

فالأمة الإسلامية مطالبة أن تعتصم بحبل الله ولا تتفرق لكي تبرز موقف الإسلام من إدانة الإرهاب ، فإننا جميعاُ نتمنى أن يأتي اليوم الذي نملك فيه قوة عربية إسلامية تملك ذاتية تكنولوجية وسياسية واقتصادية ، وإلى أن يأتي هذا اليوم يجب على الدول الإسلامية أن تحث ممثليها وخبرائها ومثقفيها أن يوحدوا جهودهم في الأجهزة والمؤسسات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب من أجل دفع حركاتها لوضع استراتيجية عالمية لمكافحة الإرهاب ، لحماية العالم من هذا العنف .

فالمنهج الرباني له تأثيره وفاعليته في تخليص المجتمع من شرور الجرائم بمختلف أنواعها والتي من ضمنها جرائم الإرهاب ، فقد أتى هذا المنهج بتدابير حاسمة لعلاج هذه الظاهرة ، هذه التدابير منها ما هو وقائي ، بحيث يمكن تحقيق الوقاية من الجريمة قبل أن تقع . ومنها ما هو علاجي حيث الردع عند ارتكاب الجريمة مرة أخرى ، فالتطبيق لهذه التدابير الإسلامية يحقق الأمن والاستقرار في المجتمع ويحول دون وقوع الجرائم والانحرافات بمختلف أنواعها .

فالإسلام أحاط الفرد بسياجات أمنية متعددة تستهدف تحصينه ضد ارتكاب الجريمة :
- سياج ذاتي : المتمثل في مراقبة الله عز وجل سراً وعلانية .
- سياج أمني : المتمثل في العقوبة والخوف منها .
- سياج اجتماعي : من خلال نظرة المجتمع الذي يرفض الجريمة بكل صورها ويمقتها ، ويرى في مرتكبها الشذوذ عن المجتمع والخروج عن الطريق السوي .

فشعار "الإسلام هو الحل" ليس شعارًا زائفًا وإنما المقصود به الإسلام الذي يهتم بإيجاد حلول لكافة المشاكل والأزمات التي تعاني منها الأمة سواء أكان على مستوى الفرد أم على مستوى الجماعة والدولة، "فالإسلام هو الحل" يعني تطبيق الشريعة وضرورة الالتزام بها والسعي إليها، فالإسلام هو الحل يعني الإسلام دين ودولة، مصحف وسيف، عبادة وقيادة، ثقافة وفكر، عدالة وقضاء، هكذا قال (الأستاذ الدكتور/ البنا) .

أما الفصل الخامس فجاء بعنوان :
" فلسفة الإرهاب الحديث في النظم الغربية "

إرهاب العصر الحديث نُعت بأنه سرطان العصر، وليس لأي دولة حصانة تجاهه.

فقهاء الغرب يرون أن دولهم ديموقراطية لا مكان للإرهاب فيها ، ولكن في واقع الأمر أن هذا بعيد عن الحقيقة ، حيث يكثر الإرهاب في الدول الغربية ، بل و أكثرها ديمقراطية ، بصورة لم يسبق لها مثيل . ويعاني منه المسلمون والمسيحيون واليهود وغيرهم ، وتعاني منه كل دولة من الدول بقدر معاناته ، ويمارس هذا الإرهاب من قبل حكومات لا تنظر إلا لمصالحها الحيوية فقط دون أي اعتبار للآخرين؛ كما أنها تصور الإرهاب وفق منطقها وأهوائها ومصالحها وتبيح لنفسها ما تحرمه على الآخرين .

فقد كان في الماضي خطوط حمراء لا تتجاوزها ولا يقدر على تجاوزها أية قوة مهما كانت ، بسبب الاعتبارات السياسية والأيديولوجية والفكرية التي كانت تتحكم في العالم في عصر الثنائية القطبية وانقسام العالم إلى معسكرين ، ولكن افتقاد هذا التوازن والتركيز على النزاعات الدينية والعرقية ألغى الكثير من المحاذير والخطوط الحمراء السابقة . ، فمنذ القرن الخامس عشر وقيام الدول الأوروبية باستعمار الشعوب والأوطان، والإرهاب في تزايد مستمر حتى الآن .

فالإرهاب الحديث الذي نعيشه من وقت لآخر في عصرنا الحالي ويشمل معظم الحركات الإرهابية الحديثة في القرن الحالي ، إنما هو نمط من الإرهاب يعود إلى حوالي 20 سنة أو 30 سنة وهو خليط من حركات التحرر القومي الثوري واليسار الجديد والاتجاهات الفاشية والعنصرية ، ويتميز هذا النمط من الإرهاب بالطابع الجماعي أكثر من الصفة الفردية ، كما تقوم عليه العديد من المنظمات البالغة التعقيد ، المتطورة التنظيم والتسليح والمتغلغلة في أوساط قطاعات عريضة من المواطنين والتي يمكن أن تهدد السلم والاستقرار الدولي خاصة مع تزايد احتمالات تملكها لأسلحة الدمار الشامل .

وسوف نتناول في هذا الفصل أكبر دولتين يمارسون الإرهاب في العالم تحت شعار الديمقراطية وإرساء قواعد السلام والعدل والمساواة ، وهما ( أمريكا و إسرائيل ) .


أولاً – أمريكا :
تعد الولايات المتحدة الأمريكية حالياً القوى العظمى الوحيدة في العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي إلى عدة دول، وهى من خلال شعورها بالعظمة تدعي مناصرة حقوق الإنسان في كل مكان والحرص على حفظ الأمن والاستقرار في كافة أنحاء العالم ، ومما لاشك فيه أنها تهتم رغم ادعائها هذا بمصالحها الخاصة وتحقيق أهداف استراتيجية مرسومة ، متبعة في تحقيق ذلك طرقاً مختلفة مشروعة وغير مشروعة ، وهى ترى أنها في عملها لتحقيق الأمن والاستقرار الدوليين تكون ضحية للإرهاب الدولي، الأمر الذي يحتم عليها محاربته ، ولكن الحقيقة أنها لتحقيق مصالحها تتخذ الإرهاب وسيلة لتحقيق غايتها .

ليس هناك ثمة شك إن الإدارة الأمريكية هى التي خلقت وصنعت ودرست هذا الخوف من المجهول الذي تسميه الإرهاب وتعلن الحرب عليه بكل الوسائل ، لذلك تبدو حرب أمريكا ضد الإرهاب حرباً عبثية هدفها بث الرعب في أوروبا وروسيا والصين من جهة ، والسيطرة على العرب وما تبقى عندهم من ثروات ، وخلق حالة من الرعب والذعر الهستيري في العالم العربي والإسلامي بصفة عامة.

فبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 حدث تغير مفاجئ وسريع في السياسات الأمريكية ، حيث بدأ معها إعلان الحرب على الإرهاب ، ونصبت نفسها محامية عن العالم ، ذلك أدى إلى الحرب على أفغانستان وسقوط نظام طالبان ، والحرب على العراق وسقوط نظام حكم صدام حسين أيضاً ، فضربة أحداث 11 سبتمبر دفعت أمريكا إلى مزيد من الإرهاب والتعنت السياسي ، وإلى المزيد من إنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، وتجاهل الاعتداءات الدموية على السكان المدنيين ، وإلى وقوف أمريكي سافر وراء العدوان الهمجي التدميري على لبنان ، وإعطاء إسرائيل ما طلبته من الوقت لتحقيق أهدافها ، بل واعتبروا جميع الثوار والوطنيين إرهابيين ، وجميع الثورات التي تدافع عن الشعوب هى إرهابية ، أما احتلال العراق وتدميره وقتل أكثر من ربع مليون عراقي ذلك ليس إرهاباً بل هو سعى إلى الديمقراطية ، واضف إلى ذلك سجن أبي غريب واستخدام الفسفور الأبيض في معارك الفلوجة ، وحرب أفغانستان وغيرها الكثير تحت شعار الحرية والديمقراطية .

فأمريكا تنتهك كل القيم والأعراف الدينية والأخلاقية في أفغانستان والعراق وجوانتنامو وغير ذلك من تدنيس المقدسات والعبادات ، ومع ذلك يشاع عنها أنها تنشر العدالة والحرية والديمقراطية .
وإذا كان الغزو في حد ذاته هو الهمجية ؛ فقد قامت القوات الأمريكية بأبشع ما يمكن أن يشهده عالمنا من همجية ، حيث حرقت ودمرت تراث العراق الثقافي والحضارى ، وسرقت آثاره ، ودمرت المتاحف ، وسرقت محتوياتها ، وحرقت عشرات المكتبات العراقية ، ودمرت جامعات ومراكز البحث ، بل والأشنع من كل هذا ، أن تلك الأعمال الهمجية التى ارتكبتها ، كلفت المثقفين والكُتاب الأمريكيين بتبريرها ، ولعل جرائم التعذيب في سجن أبي غريب حالة مثالية لاستطلاع هذه الهمجية الفكرية ، حيث تفتن المفكرون والكُتاب الأمريكيون لتقديم العديد من الحجج المعقدة في جميع الندوات التي أُقيمت من أجل مناقشة هذا الموضوع .

فكيف تريد أمريكا أن تقنع العالم بصدق نواياها في محاربة الإرهاب ، وهى مملؤة بمنظمات الإرهاب الأمريكية . و لنا أن نراقب التاريخ الأمريكي في الطريقة التي تعامل بها الأمريكيون مع شعوب العالم .

وبناءً على ذلك لا يمكن لأمريكا أن تكون مصرفة لشئون العالم ، كما لا يمكن لها أخلاقيًا وأدبيًا وثقافيًا ودينيًا أن تتهم أحداً أو منظمة أو دولة بالإرهاب لأنها بلد الإرهاب الأعظم، ومصدرًا للإرهاب العالمي ، وداعمة أكبر دولة إرهابية في العالم " إسرائيل " .

ثانيًا – إسرائيل :
لقد اقترن إنشاء دولة إسرائيل بأفظع أنواع الإرهاب وصوره ، فعندما بدأت فكرة إقامة دولة يهودية خاصة في فلسطين ، رأت الصهيونية أن ذلك لا يمكن أن يتم إلا بالتخلص من السكان الأصليين وأبادتهم أو طردهم وإرهابهم ، لذلك كان الإرهاب أحد المقومات الفكرية الأساسية لإنشاء دولة إسرائيل وتحقيق الهدف الذي تسعى إليه الصهيونية . فتأسست إسرائيل على الإرهاب وأصبحت ممارستها له أمراً عادياً ، ولا يوجد في العالم كله ما يماثلها في ممارسة الإرهاب ؛ فقامت باغتصاب الأرض والوطن ، ورأت أن هذا لن يتم إلا عن طريق الإرهاب ، والإرهاب لا يقوم إلا على الرعب .

فالمتتبع للتاريخ اليهودي يرى الوحشية اليهودية بادية في كل نص من نصوص كتبهم مما يدل على تأصيل العدوانية في نفوسهم ، ولعل ذلك راجع إلى عقدة الاستعلاء لديهم وزعمهم بأنهم " شعب الله المختار " واحتقارهم كل من سواهم من الأمم ، لذلك لم يتوانوا عن اللجوء إلى العنف كلما استطاعوا ذلك .

المتتبع لتاريخ الحركة الصهيونية أيضاً ، يلمس أن هذه الحركة بُنيت منذ بدايتها في الظهور على أساس القيام بعمليات إرهابية في عمق العالم العربي ، سواء أكانت بغرض التجسس أم لزرع الرعب والتوتر وعدم الاستقرار .

لقد قام الفكر الصهيوني بدور خطير في الترويج للإرهاب والعنف ضد الأغيار ، وتعهد بزرع الحقد والكراهية والنوازع الشريرة في عقول اليهود بصفة عامة ، فبعد أن استقر اليهود في فلسطين ، وأقاموا دولة إسرائيل ، وضعوا برنامجًا تربويًا مخيفًا يهدف إلى تنمية الإرهاب في نفوس اليهود . ويهدف هذا البرنامج التربوي إلى " تنشيط الذاكرة اليهودية ، بما حدث لآبائهم وأجدادهم في الشتات " ، ذلك لكى تظل الروح اليهودية في حالة استنفار دائم ضد الآخرين ، وحماية " الدولة " بكل الوسائل بما في ذلك الوسائل الإرهابية ، خوفاً من العودة إلى الشتات والمذابح ، لذلك فإن دماء الأغيار مباحة لليهود للحفاظ على دولتهم "إسرائيل" .

فليس هناك من شك في أن الأمريكيين والصهاينة يتحملون مسئولية ما يعاني منه العالم من إرهاب دولي ، فمسئوليتهما كبيرة في وجه التاريخ ، وإذا كان الأمريكيون هم زعماء الإرهاب الدولي الكبار ، فإن الصهاينة لا يقلون عنهم إجراماً في هذا المجال . وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد تأسست على جثث الهنود الحمر الذين تمت تصفيتهم جسدياً على أيدي الغزاة البيض الأوروبيين ، وإذا كانت بريطانيا المستعمرة كانت قد مارست الإرهاب طوال قرون طويلة في مستعمراتها وكانت تقف وراء الفتن الطائفية والمذهبية التي اندلعت في عديد من هذه المستعمرات ومازالت تمارس الإرهاب في العالم تحت صور مختلفة وبأساليب متعددة أساسها القهر والاستغلال ، فإن إسرائيل قد قامت على جثث الفلسطينيين ، وقامت بتصفيتهم جسدياً منذ عام 1948م فقد كانت أول مذبحة تعرض لها الشعب العربي الفلسطيني على يد الصهاينة هى مذبحة دير ياسين .

ما ندعو إليه الآن هو أن نعي أنه على الرغم من كل ما قامت به أمريكا من اعتداءات وقتل ونهب واغتيالات واستعمار إلى أخره من أشكال العنف والإرهاب المختلفة بقيت المسيحية بمنأى عن أي اتهام بالإرهاب . أيضاً على الرغم من كل ما قامت به إسرائيل من اعتداء على الفلسطينيين ونهب حقوقهم ودولتهم والاعتداء على مقدساتهم ، أيضاً بقيت اليهودية بمنأى عن أي اتهام بالإرهاب وبريئة من أفعالهم ، فلماذا عندما يحدث أي عمل إرهابي أو عنف أو تفجير من شخص مسلم ينسبون هذا إلى الإسلام نفسه وليس إلى الشخصية غير السوية التي قامت بهذه الجريمة أو الفعل الإرهابي نفسه ، ولا ينظرون إلى ظروف هذا الشخص الخاصة التي دفعته للقيام بهذا العمل .

أما الفصل السادس فجاء بعنوان :
" استراتيجية مواجهـة الإرهـاب والدعوة إلى السلام العالمي "

مما لاشك فيه أن ظاهرة الإرهاب تشكل ظاهرة سياسية وفكرية وأمنية واجتماعية وثقافية ، هذه الأبعاد جميعها تستدعي المعالجة الدقيقة ، حيث تصبح العدالة السياسية والاجتماعية والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وكرامته هى البيئة المضادة لكل أنواع الإرهاب وممارسته . لذلك فإن كل أبعاد الظاهرة متصلة ببعضها البعض ولا يجوز العلاج الجزئي لأحد الأبعاد دون الأبعاد الأخرى .

ولأن إدراك المشكلة هو سبيل الحل، فعلينا أن نعترف بأن لقضية الإرهاب أضلاعاً ثلاثة، أولها : الإرهاب نفسه ، ثانيها : سلطة الدولة وهيبتها ، وثالثها : موقف الشعب واقتناعه أمام الصراع الذي يدور بين الطرفين أو الضلعين الأولين ، أي بين الإرهاب والسلطة الحقيقية ، فالضلع الثالث هو الفيصل وهو العنصر الأساسي في حسم الصراع ، إن غاب غامت الرؤية ، وإن انتصر أحد الفريقين نصره بلا جدال وحسم الأمر لصالحه دون شك.
هناك حقيقة لا تقبل الجدل ، وهى أن غياب الديمقراطية في أي بلد من العالم هو أهم أسباب ظهور الإرهاب . فعندما يحرم الناس من الحرية في التعبير ، ويحرمون من حق محاسبة المسئولين عن أخطائهم وأعمالهم وحق تغيير المخطئ والمهمل ، فكلما ازداد الكبت من الدولة ازداد التطرف والعنف من جانب الشعب.

إن مشكلتنا الحقيقية ليست في إصدار قوانين جديدة ، بل في إعمال القوانين القائمة وتطبيقها بدقة وتشدد .
ليس هناك أمة في العالم يمكن أن تنجح بمفردها في مكافحة ظاهرة مثل ظاهرة الإرهاب، فلابد من أن تتم هذه المكافحة على نطاق عالمي مع تعاون دولي قوي وشامل.

فالتعاون الدولي يهدف إلى حث الدول على تنسيق جهودها وتضافر إمكاناتها لمنع وقوع العمليات الإرهابية وإفشال خطط الإرهابيين ، وذلك يقتضي اتفاق الدول على إسناد الاختصاص القضائي في مثل هذه الجرائم إلى الدولة التي تكون أكثر قدرة من غيرها على ممارسة هذا الاختصاص .

لقد حان الوقت لفتح مجتمعات العالم وتجميع مواردها وتحديد استراتيجياتها؛ من أجل وضع خطة جذرية لمواجهة الإرهاب .

لابد من خطة طويلة المدى تتكاتف فيها الأجهزة الرسمية والأجهزة الشعبية ، كالأحزاب والمحليات والعمل في تناغم، وتناسق، وتساند، وتكامل بقصد الالتحام بجد وواقعية بمشكلات الشباب وتقديم حلول واقعية، وخدمات ملموسة يحسها المواطن، وتجعله يترقب المزيد منها بل يبحث عن دور يؤديه من خلال القنوات الشرعية في تدعيم مسيرة الإصلاح والرخاء . بالإضافة إلى خطة قصيرة المدى تعتمد على الجهود الأمنية تدعمها القوى الشعبية وتمدها بالمعلومات وجماعات العمل المتطوعة . لذلك لابد من بناء تحالف دولي واسع تشارك فيه جميع دول العالم وتحديد اختصاص لكل دولة على أن تكون هذه الدولة هى الأجدر على القيام بهذا الاختصاص الموجه لها .

وحيث إن نجاحنا في محاربة الإرهاب يتوقف على مدى شمولية هذه الحرب، وأمام هذا الواقع المرير لابد من التآزر والتكاتف مع العالم الغربي وليس العربي فقط ، من أجل وضع حلول عادلة للمشاكل العالمية عبر احترام جاد لما استقر في وجدان البشرية من قيم وأعراف ومبادئ تعزز التعاون البناء وتحقيق الأمن والسلام والازدهار لجميع الأمم.

ولقد ظلت فكرة " المدينة الفاضلة " حلماً من أحلام المفكرين على مر العصور ، يأملون ويتطلعون من خلالها إلى عالمٍ أقرب إلى الكمال ، واختطوا لها موقعاً عبقرياً ، هذه المدينة لا تعرف الأحزان ساحتها ، فهى أشبه ما تكون " بالفردوس الأرضي " ، تسودها العدالة وترفرف بواعث السعادة على الجميع دون تمايز ، وقد عبر كل مفكر عن روح عصره

حمل لواء هذه الفكرة الفلاسفة الرواقيون منذ القرن الثالث قبل الميلاد ، حين أهابوا بالإنسانية أن تحرر نفسها مما يفرق بين الإنسان وأخيه الإنسان من فروق اللغات والأديان والأوطان ، ونظروا إلى الناس جميعاً على أنهم أسرة واحدة ، قانونها العقل ودستورها الأخلاق.

" الفارابي " أيضاً دعا إلى مثل هذه الفكرة في كتابه " أراء أهل المدينة الفاضلة " منذ القرن العاشر الميلادي . كما دعا " الأب دوسان بيير " إلى إقامة مشروع لإنشاء حلف دائم من جميع الدول المسيحية ، القصد منه أن يضمن لكل دولة من الدول المتعاقدة سلامة أرضها وحماية أوروبا من أي اعتداء جديد تقوم به دول الإسلام .

كان للفيلسوف الألماني " كانط " المساهمة الفلسفية الأكثر وقعاً في العقول ، فهو يُعد رائد السلام الأبدي الذي يهدف إلى تأسيس منظومة عالمية لحفظ السلام ، وله كتاب مشهور نشره سنة 1795م بعنوان : " مشروع للسلام الدائم " أعلن فيه أن إنشاء " حلف بين الشعوب " هو السبيل الوحيد للقضاء على شرور الحرب وويلاتها ، يرى أيضاً لكى يكتمل مشروع السلام الدائم لابد من أن يكون هناك دين أخلاقي يجنب البشر دواعي الصراع والحرب . ولكى يتحقق سلام الجنس البشري ، ذلك يستدعي تحقيق الكمال الأخلاقي الأقصى للبشرية .
حيث يقول كانط : " إذا كان الله قد أعطى كل فرد جزءاً من السعادة فليس بعطاء الإرادة الإلهية فقط نكون سعداء ، بل يجب أن نجعل أنفسنا مستحقين للسعادة بهذه الأخلاقية الحقة والكمال الأخلاقي الأسمى، وأن نعمل من أجل السلام لكى نكون مستحقين السلام . فهذا السلام هو الغاية النهائية والمصير الذي يمكن للجنس البشري أن يبلغه ولكنه أمل لا يزال بعيداً ، حيث يحتاج قرون كثيرة قبل أن يمكن تحقيقه " .

أما " جان بول سارتر " صاحب النبوءة بالتلاشي الحتمي للحرب ، فيقول في كتابه " إعلان الحرب على الحرب " (1809) إن الحرب هى التي ستنتهي بقتل الحرب ، فمن فرط ما ستدركه من تطور تكنولوجي ستبيد الحرب ذاتها .

أما برتراند راسل ندد بالخطر النفسي والاجتماعي للقنبلة الذرية، ووضح أن السلام العالمي لن يتحقق إلا بحرية الشعوب . لذلك هاجم سياسة بلاده الاستعمارية وندد برغبة أمريكا في السيطرة على العالم ، كما أقام محكمة رمزية للسلام العالمي هدفها محاكمة مجرمي الحرب . وأكد أن الأخلاق هى السبيل لتحقيق السعادة والسلام، كما أكد أن صيانة هذا السلام هى من أكثر الأمور أهمية في العالم.

أي أن كانت هناك محاولات من قبل الفلاسفة إسهامًا منهم في إقرار السلام ، وذلك باعتبار أن الفيلسوف هو ضمير العصر ، يتأثر بأحداث المجتمع وقادر على التأثير فيها .

ولعلاج ظاهرة مثل ظاهرة الإرهاب لابد من توافر عدة جهود إقليمية أو وطنية أو دولية تهدف جميعها إلى مكافحة جرائم الإرهاب .

إن الحرب على الإرهاب تعد خطوة إلى الأمام ؛ إذا تم الاتفاق على تعريفات موحدة تجاه المصطلحات أو المفاهيم النسبية المستخدمة في حل مشكلة الإرهاب. وتعد الحرب على الإرهاب أيضاً خطوات إلى الوراء إذا استخدمت كقناع لتحقيق المصالح الخاصة للدول الكبرى التي تستتر تحت هذا الشعار.

فعلى كل من الهيئات والمنظمات والمؤسسات والأفراد والساسة والمفكرين والحكام وكل فرد من أفراد الشعب دور في مواجهة الإرهاب، وعليه أن يقدم اقتراحات تساعد على التوصل لحلول لمواجهة الظاهرة الإرهابية .

الخاتمة :
من المعروف أنه من الصعب القضاء نهائيًا على الإرهاب ، ولكن ربما أكثر ما نتمناه هو أن يتم احتواء الإرهاب أو تقليصه .
إن عصرنا هو عصر التسويات ، والحلول الوسطى ، والسعي لجعل العالم أقل شروراً . والحالمون من أصحاب الرؤى أصبحوا موضع السخرية أو الاحتقار . ولم نعد نبحث عن حلول جذرية لشرور المجتمع ، بل لإصلاحه ، ولم نعد نسعى لإلغاء الحروب بل لتجنبها فترة تمتد سنوات قليلة ، إننا لا نحاول إلغاء الجريمة ، وإنما نكتفي بإصلاح القوانين الجنائية .
ولكن عندما يعيش المرء في عصر ينشغل بكل ما هو عملي قابل للتحقق السريع ، فربما يكون من المفيد أن يلجأ إلى الأشخاص الذين حلموا باليوتوبيات ، ورفضوا أي شيء لا يتلائم مع مثلهم الأعلى عن الكمال .

كل ما يحيا يبحث عن عالم أفضل ، يحاول أن يحسن أوضاعه ، أو على الأقل يحاول أن يتجنب التدهور ، فكل حي منشغل دائماً بمهمة حل المشاكل ، وتنشأ المشاكل عند تقييمه لوضعه ولبيئته ، وهى الأوضاع التي يحاول الكائن تحسينها .

فالإنسان ليس آثماً بالفطرة ، بل هو طيب ميال لاتباع العقل ، كريم رءوف سمح هدايته بالنصح والإرشاد ، أسهل من قيادته بالقسر ، مواطن صالح ، وتكون غايته في الحياة هى السعادة والحياة الطيبة ، ويعلم أنه في استطاعته الوصول إلى غايته عن طريق هدى عقله ويأمل للوصول إلى حد الكمال ، ولكن شرط هذا لكي يتحقق إطلاق العقول بعيدًا عن الجهل والخرافات وإطلاق الأجساد، بعيدًا عن قهر السلطات الاجتماعية وجورها .

فلابد من الاعتراف أنه لن يكون الخلاص على أيدي الحضارة الغربية وتقدمها العلمي . فهذا التقدم العلمي ما هو إلا رصيد البشرية جمعاء ، بدأه المصريون والإغريق والهنود وغيرهم، وأخذه المسلمون وأضافوا إليه ، ثم سلموه لأوروبا ، فتحت فيه فتوحًا واسعة، وستسلمه أوروبا غداً لمن يحمل الراية في المستقبل ، فهى دورة دائمة تتداولها الأجيال .لذلك لابد من اعتماد الدول العربية على نفسها وعلى أبنائها. فلديها العقول ، ولديها السواعد الجبارة التى يمكن الاعتماد عليها . ولا يتركون أبناءهم للدول الغربية تستقطبهم وتستغلهم لصالحها .


فحان الوقت لتوحيد الجهود العربية كونها محاولة أخيرة لاستعادة النهضة أو الإلحاق بركب التقدم الذي أصبح بعيد المنال .....






والله أسأل السداد والتوفيق





International antecedents , ideological antecedents & methods of confrontation
Introduction:
- The importance of philosophy for international community is not less than its individual and social importance, rulers and politicians are not the only who concern about events taking place, rather, thinkers in general and philosophers in particular who found themselves involved in political career participate with them, is such respect. Philosopher is a global citizen who is affected by and affects all the world events, because the philosopher is the age conscience.
- For that the philosophy history should be global to attract the most far and strong things, each one who is concerned about human studied and human research experiences that.
- The idea of global philosophy cannot be achieved in doctrines pretending to be global nor by referring to old stoicism or progmatical language, rather it becomes a truth via being open for all.
- accordingly, that is to say, this study idea depended upon the global philosophy idea.
Study contents
- The study included an introduction, perforce six chapters and a conclusion of important results and recommendations and texts including: international treaties for facing terrorism, new law provisions for anti terrorism and an annex of: dictionary of the most important political. Philosophic and social terminology and index of the foreign terminology and names Arabic and foreign Bibliography.
- Terrorism is a fourth world war after world war one, world war two and cold war, affecting the whole east and west all countries for that cooperate for studying its motives and reviewing its roots.


Chapter one
Historic origin of the term "Terrorism" and distinguishing it from all violence patterns
The origin of terrorism idea
- Terrorism is as old as the human relationships where it began immediately after Kabil Killed Habil. Also it is related to the eternal conflict between good and evil, and right and wrong, the more such conflict develops the more this phenomenon develops. for that philosophers and theologians attempted to explain human violence according to human nature explanation.
Terrorism concept
- Defining terrorism in an inclusive way is impossible due to the existence of many ideologies worldwide, and the different countries views for terrorism according to using this term for satisfying their interests.
- History rarely knew a party acknowledged using terrorism because terrorism is a digesting term .after studying many concepts, the researcher tried to define terrorism as: (any moral or substantial action aiming at promoting fear in order to achieve “political, religious and ideological purposes” takes place by group or individual either for or against an existing power beside aiming at informational propaganda for which victims are the means of achieving such goals, that is to say they are means rather than end).
Distinguishing between terrorism and other patterns of violence
- The study aimed at distinguishing between terrorism and other phenomenon such as (violence, resistance, struggle for settlement, right of self determination, extremism, crime, revolution, guerrilla warfare, political protest, revenge, punishment and other), expressing a concept for each, and agreement and disagreement between them and terrorism in order to call as pad as pad.
- Don’t play on truth and consider anti- occupation struggle by commands as terrorism while considering killing, demolition and destruction as legal actions.
Chapter two
Terrorism concept
Terrorism causes and motives
- Understanding any ideological political social phenomenon is not limited to recognizing elements and concepts included in this phenomenon definition, rather it, in particular, should include recognizing elements, concepts and issues resulting from, and their reflections upon political life in human community we live in, there are two theories to explain terrorism.
First theory
Explaining terrorism as a result of historic political and social factors.
Second theory
Denies the terrorism factors and satisfies by referring to terrorists nature, culture and religion.
Terrorism categorization
- Due to the contrast in terrorism definitions it is normal for its categorization to contrast; these categorizations depend upon contrast norms according to scientific or ideological specialization adopted by categorizer according to purpose and medium.
- Where terrorists have many forms of terrorism whether moral or substantial (international terrorism, local terrorism, revolutionary terrorism, reactionary terrorism, mental terrorism, religious terrorism, pragmatic terrorism, suicide terrorism, nuclear terrorism, state terrorism , and organizational terrorism)
Aims of terrorism
- What motivates terrorist and endangers him is its aim, or the so called "issue".
- Human behavior is not a random behavior rather it is armful, that is to say it has a certain aim.
- All types of terrorism aim at: threatening the international community safety and settlement, and promoting fear for achieving their aims what ever they may be.
Chapter three
Terrorism during ages of philosophy
Who believes that terrorism has no thought or belief is erring thought may be deviated and belief may be spoiled, notwithstanding they believe that they enjoy principles; otherwise terrorism can't survive all that time for that they shouldn't be ignored. And where history states that human is philosopher by nature where civilized periods the philosophy spread in are the same periods mental terrorism and extremism disappeared in .philosophy and terrorism are contradictory items.
Terrorism in pre civilization ages
This point discussed political thought in the east and Greece as well as philosophers of principles which call for mental terrorism.
-Aristotle and his theory of oppression and revolution (as an example for the individual terrorism)
sophisticators and their leaders (discussed many political issues with immoral trend to achieve their self interest regardless of truth)
Terrorism of the middle ages
This point discussed terrorism from the 11th century to the 15th one, also it discussed terrorism in Europe as a venue of terrorism and violence where: inspection courts – terrorism factions promotion– crunodes and its calling for war to occupy eastern and Moslems countries, with reference to: -Saint Augustine: (the idea of 2 cities one incomplete earthly wicked and the other complete heavenly benevolent)
-Saint Tama Alikomi :
(Facing mental terrorism via a state united by its individuals' organization
Terrorism in renaissance
Michilet described this age as the age of {discovering for world and human } he didn't limit his thinking to heaven and hell , rather people concerned about the direct world , also it referred to:
-Mechiavelli: (the holder the principle which says that
“The end justifies the mean and necessity knows no law”
-Jan Budan (calls for absolute apperceive royal rule in his theory of sovereignty).
Terrorism in modern ages
This age discussed many philosophers dominated by selfishness , pragmatism , individualism , submission to the rulers oppression plus some ideas which make people afraid .
- Hobbes :(the war of all against all )and(human is the wolf of the other human)
- Spinoza: (called for freedom of desires and instincts ignoring all other people )
-Montesquieu : (believe that nature is in a state of war and the desire of gathering is a destructive idea )
-Marx :(used terrorism for overthrowing political and social existence system.
Terrorism in the current age
In this age philosophy differed in comparison with the previous ages, with the beginning of the 20th century renewal new doctrines took place where it transferred from an old era to a new one .
The most important philosophers of this age are the holders of the terrorist thought, Nietzche : (he believes that living organism that suffers searches for its sufferance case to revenge of, the affairs which make life in Permanent conflict)
Chapter four
Islam's position towards terrorism
Accusing Islam of terrorism
Of the strange historic affairs is that Islam is believed by the west as related to violence and terrorism . What the Islamic nation suffers from today is an extension to previous conditions and permanent conflict between good and evil, and right and wrong. this conflict is not new ,but it is as old as Islam beginning .
Terrorism intended by Islam.
Is a protective terrorism against evil not for violence , treason or destruction, rather it is a plan for achieving safety and a protective measure for securing Moslems against any outer violence ,substantional force here is an important factor for keeping balance and avoiding attacks .
Extremist mental trends that accused Islam of terrorism
long time ago , the world was afflicted by destructive movements and mental and political trends which use terrorism to survive, where they call for thoughts seem merciful but characterized by agony such as equity , freedom, human rights human unity and getting rid of social difference, that is to say , these movements participated in resisting Islam and defaming it , this was due to its lack of political wisdom and accuse any are who disagree with of atheism
Solution Islam offers for anti terrorism
God's method has affected regarding protecting society from all types of crimes including terrorism, where this method treated the roots of this phenomenon, this treatment has a protective side where crime is to be avoided and a theropeutizl one when crime is re-committed.
-this point discussed principles the Islamic state depends upon as an example we should follow in order to live in a life free of terrorism . Of these principles (homage, consultation, justice, equity, freedom, and responsibility)
the motto "Islam is the solution " is a true motto, it means that Islam which concerns about solving all problems and crisis the nation suffer from "Islam is the solution means Islam as a religion and state, Koran and sauna, worshiping and leadership culture and thought , justice and court (as said by dr. ElBana)
Chapter five
Philosophy of modern terrorism in western systems
Western jurists believe that their countries are democratize ones and no terrorism can be exist in but this is not true ,as terrorism in western countries is very common from which Moslems , christens and Jews suffer , also these countries define terrorism according to their views and interests, allowing for themselves what they prevent others from.


Modern terrorism
In the past, there were limits which no one can violate whatever his force was, due to political , ideological ,and mental consideration which controlled the world in the bipolar age and dividing the world into two blocks, but man balance and concentration upon religious and racial conflicts abolished the most of the former limits and restrictions.

America and terrorism .
Undoubtedly the American administration make people fear from the unknown , the so-called terrorism which it brought by all means ,for that its war against terrorism is a war aiming at threatening Arab and Islamic world .
11 September events:
After these events a sudden change took place in the American policy, where it declared the war against terrorism and considered itself as the world's lawyer. The affair that resulted in declaring war against Afghanistan and Talban system failure and war against Iraq and Saddam Hussein rule failure in addition to Abu Gharib prison and using white phosphorus in El Faloga battle and others at the plea of “international society and settlement” .
*The American war against Iraq
The American forces committed vast atrocities where they burned and destroyed the cultural and civilized Iraq heritage, also they stole the Iraq monuments and destroyed universities and research centers . Agonizing crimes in Abu Ghorib prison is a clear example on this mental atrocity.
*America as a Source of the International Terrorism
Accordingly America should not control the world's affairs , also it culturally , religiously and morally , can not accuse someone , state or organization of terrorism because it is the country of terrorism and supports the greatest terrorstic state world wide , Israel .


*Israel and terrorism
Israel establishment was accompanied by all types of terrorism where Zionism believed that establishing a Jewish state in Palestine cannot take place unless after getting rid of the original nations, genocide, dismissed or terrorism considering Israel as the God's best nation.
*Israel war against Lebanon
it is a unique war regarding conditions, way or results. It is a war of long term and deep roots , a war aimed at restructuring the middle east occupied by America.

Chapter six
Antiterrorism Strategy and Calling for International Peace
*International cooperation for antiterrorism
No nation world wide can resist terrorism , these must be an international cooperation aim at using states for coordination and cooperation and determining the competence of each state, provide this state deserves this competence .
*calling for international peace
The idea of peace is an old idea to which scientists followed among ages where they called humanity for getting rid of what distinguish a person from another such as different languages , religious and countries where they viewed all people as a one family ,its law is mined and its constitution is morals .
*Utopia
The idea of utopia was the thinkers ' dream among ages who desire an integrated world , this utopia knows nothing about sadness , it is an earthly heaven characterizing by happiness for all for which each thinker describes his age characteristics.
El pharapi: (utopian PEOPLE )*
kant :his book (A Prayer for a Permanent Peace)
Sartre :his book (Declare a Counter War) *

*War against terrorism
Winning this war depends upon its inclusiveness , according to this fact , we should cooperate with the western world not only the eastern one to find out fair solutions for the international problems ; for facing terrorism , we should find a plane through which an official and non-official systems are to cooperate for offering tangible services .The citizen feel with and wait for and search for a role he can perform via legal channels in supporting reformation and peace in addition to a short term plan depending on security efforts , supplied by and informed by the nation force and voluntary groups . War against terrorism is considered as a step forward , shall united agreements are reached for relative terms used in solving terrorism problems , as a step backward shall it is used as a place of achieving the great states interested who escape behind this motto .
*Conclusion
* It is impossible to get rid of terrorism , but we hope to contain or minimize .
*Our age is the age of settlements and compromises and attempting to minimize the world's evils . We stopped searching for solutions for the communities evils , rather , reformation , we stopped trying to abolishing wars but to avoid for a few rears , we are not trying to get rid of crime but we are satisfied by reforming criminal laws .
*All who live look for a better world , try to approve his live or at least ,try to avoid deterioration, human is not a sinner by nature rather he is a good creature tends to be mindful , aiming at happiness , he knows that he could reach via his mind where he hope to be integrated , for that to be achieved , minds should be enlightened and bodies should be freed from authorities oppression .
*The time has come to unit the Arab efforts as a final attempt to regain renaissance and reach progress which is considered as a far reached dream .
*Can we find a solution in philosophy ??Due to our belief in the fast the human mind is able to solve all problems in the age of relativity where there is no fixed logic even for the most clear things .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق